عندما نتكلم عن دور المرأة في حركة التغيير , فإنما نتكلم عن قوة هي أقوى دعائم المجتمع , وعن نقطة التحول في تاريخ الحضارة والتقدم وذلك وفق سياسة أدبية وعلمية وشرعية .وليس من نافلة القول أن نتحدث عن التغيير في واقع المرأة المسلمة اليوم خاصة في ظل هذا الواقع الذي يجذبها لتيارات مختلفة ويتركها تحت وطأة حقيقتين إحداهما أمر من الأخرى , الأولى : استبقاء المرأة جاهلة لا تدري بما يجري حولها , والثانية : تعلقها بسفاسف الأمور وسلبيات المدنية والحداثة, والبعد بها عن اللباب والجوهر والارتقاء الفردي والجماعي .
ولكن ورغم وجود هاتين الحقيقتين المظلمتين , إلا إننا وبالمقابل يراودنا شعور بالأمل لحاضر أفضل وغد مشرق نستشرف فيه مستقبلا زاهرا تتسلم فيه المرأة دورها المطلوب في إعادة البناء الحضاري للأمة من جديد وذلك بتشكيل الأفراد وتنشئتهم على معاني الحضارة , وإعداد الأجيال لحمل الرسالة , بعد أن تكون قد نفضت عنها غبار أفكار دخيلة ورفضت صادرات جاهلية حتى تؤدي هذا الدور خادمة للحضارة وملهمة لذوق الجمال وروح الأخلاق, عندها ستكون القوة الدافعة في حركة التغيير , لأنها تكون مؤثرة لا متأثرة , قائدة لا منجرفة مبدعة لا مقلدة, منتجة لا مستهلكة , وبذلك تحقق جدارتها وفعاليتها في مجتمعها المسلم الذي هو في أمس الحاجة لحسها الواعي ويقظتها المتوثبة , لتشمر عن سواعد الجد بتعبئة ووقود إيماني يدفعها لرحلة العمل والنجاح في إطار ما يبيح لها دينها وبدون أن تنسى لحظة أنها امرأة مسلمة لها ما لها وعليها ما عليها .
أخواتي الكريمات , آن الأوان أن ننتفض وان نتعامل مع هذا الواقع المزري بعقل يقظ وقلب متبصر لنقرأ هذا الواقع قراءة عميقة لا سطحية بل بعشر عيون لنضع أيادينا على موضع الألم ونعرف مكمن الخلل حتى تدرك كل امرأة في مجتمعنا المسلم أن بمقدورها أن تفعل شيئا لتغيير مجرى الحياة الخاطئ الذي تراه في نفسها أو أبنائها أو زوجها أو صديقاتها وكل من حولها ,فان عليها حملا ثقيلا وعبئا كبيرا خصوصا في هذا الوقت بالذات , وفي ظل أوضاع الأمة الحالية المتسمة بالتوتر والتداعي الظالم عليها من قبل قوى الشر , شرقيها وغربيها ونحن نعيش في مرحلة حرجة ينبغي أن تولي معها ثقافة الترف والكماليات والأمور الفارغة حتى تساهم المرأة فعلا في حركة التغيير الجاد والمثمر وتدفع عجلة التقدم والازدهار وبما يتلاءم مع تكوينها الفطري والأنثوي